[/center]
[size=16]الحَمدُ لِلَّهِ
عَلى تَقديرِهِ وَحُسنِ ما صَرَفَ مِن أُمورِهِ ،الحَمدُ لِلَّهِ بِحُسنِ
صُنعِهِ شُكراً عَلى إِعطائِهِ وَمَنعِهِ، يَخيرُ لِلعَبدِ وَإِن لَم
يَشكُرُه وَيَستُرُ الجَهلَ عَلى مَن يُظهِرُه ،
خَوَّفَ مَن
يَجهَلُ مِن عِقابِهِ وَأَطمَعَ العامِلَ في ثَوابِهِ ،وَأَنجَدَ الحُجَّةَ
بِالإِرسالِ إِلَيهِمُ في الأَزمُنِ الخَوالي ،نَتَعصِمُ اللَهَ فَخَيرُ
عاصِمِ قَد يُسعِدُ المَظلومَ ظُلمُ الظالِمِ ،
فَضَّلَنا
بِالعَقلِ وَالتَدبيرِ وَعِلمِ ما يَأتي مِنَ الأُمورِ ،يا خَيرَ مَن
يُدعى لَدى الشَدائِدِ وَمَن لَهُ الشُكرُ مَعَ المَحامِدِ
✿•.¸¸.✿•.¸¸.✿•.¸¸.✿•.¸¸.✿•.¸¸.✿
المدخل
✿•.¸¸.✿•.¸¸.✿•.¸¸.✿•.¸¸.✿•.¸¸.✿
لم يكن يعلم أنه في زمن عقيم يضاجع الآفات ليلا
و ينشد الأخلاق صباحا،
و كأنه من عالم آخر رسم خارطة النجاح و مضى في تطبيق الخطوات
حيث يسكن الداء الشرير هازئا بقلوبٍ تُحاول الانتعاش ،
و لا شيء سوى كسر الأقلام يطرق باب كل طالب للعلياء.
✿•.¸¸.✿•.¸¸.✿•.¸¸.✿•.¸¸.✿
التفاصيل
✿•.¸¸.✿•.¸¸.✿•.¸¸.✿•.¸¸.✿
يقول الزمان : إن ذلك القلم البديع حاول صنع التاريخ،
حتى انه في دجى الليل بدأ بنسج الطريق ،
و مع خيوط الفجر الأولى توكل على الله و أعلن بداية المسير.
مازال يحيا في حُلم جميل يتهجى تفاصيله خطوة خطوة
حتى صدق سعيه و شيده لبنة تلوى أخرى ،
هنا بات الحلم واقع جميل كتابات تُشيد بها بقيه الأقلام
و حِكم قيل عنها درر الكلام.
أما عن المشاعر و صدقها أبلغنا الزمان أن هذا الصارخ علمًا و فكرًا
قلم خجول هادئ يشيد مبناه في خشوع ،
حبره شفاف غامق الأسرار .
و مع كل تلك المميزات أبتلاه الله بأشباه كأنهم إخوة في السراء
ومُنَازِق شؤم في الضراء ،
أفسحوا له المجال و زينوا طريقه بهوادج و مآدب،
و جعلوا له أثرا يقتفيه للوصول إلى المآرب ،
لم يزل ذلك العظيم يتتبع الأثر و يُشيد الصرح الجميل حتى بلغ أعشاش الطيور
و سكن علو السحاب ،
و لأن أصحاب المقام لم يعجبهم المآل و أتعبهم سعي هذا الخجول
بين أرصفتهم الهشة ، و خوفا من أن تستكين منابتهم أرضا و أوحالا
لثقل عبقريته في ضرب الأوتار و تسديد الأهداف ،
زرعوا الخراب قبالة مواطن القلم و أنبتوا هياكل شوكٍ تمنع وطأة الأقدام،
و لم تكتفِ رياح الخراب بهذا بل أجمع رهطهم على كسر ذلك القلم المسالم
و دفن مداده في حمى الغاب الفظيع ،
كل شيء تحول فيها إلى عقاب ،
و بالإضافة إلى عملية نزف المداد في جنون
ضلت تضرب القلم بالسياط عله يترك العلياء و يركع .
✿•.¸¸.✿•.¸¸.✿•.¸¸.✿•.¸¸.✿
النهاية
✿•.¸¸.✿•.¸¸.✿•.¸¸.✿•.¸¸.✿
لعل أشد ما يصيب القلم كسرٌ يقسم الهيكل نصفين
إلا أن أثقل ما أصاب هذا السنيمار نزفٌ شديد في العقل
فعصفت دماؤه بتلك الأرض السوداء،
و أغرقتها حروفا بلون الخلود و ريحا بنكهة الألم السعيد.
كم هم أغبياء ألا يعلمون أن كسر القلم كالبعث من قبور الياسمين
يصنع من القتيل شهيدا حيا بنضوبه ،
و براق مشوق للحرية لا يهدأ أبدا.
✿•.¸¸.✿•.¸¸.✿•.¸¸.✿•.¸¸.✿
هي قصة حدثت ذات يوم و بدلا من أن توقع قتيل صنعت علما متين
ولكن حتّام َ اللبيب من وقع الخطى يتحرز ؟
ماذا وراء ضرب الأقلام ماذا ؟