مقـــال
الحقول المغناطيسية للشمس على وشك الانقلاب
5-8-2013: شيء كبير على وشك الحدوث على الشمس. بالاعتماد على القياسات القادمة من المراصد التابعة و المدعومة من وكالة ناسا, فإن الحقل المغناطيسي الواسع للشمس على وشك الانقلاب.
يقول عالم الفيزياء الشمسية تود هوكسيما من جامعة ستانفورد: " يبدو أنه لا يفصلنا عن الانعكاس الكامل أكثر من ثلاثة إلى أربعة أشهر". و يتابع: " لهذا التغير آثار تموجية على كامل النظام الشمسي".
تتغير قطبية الحقل المغناطيسي للشمس كل 11 عام تقريبا. و هذا الأمر يحدث عند كل ذروة للدورة الشمسية خلال قيام الدينامو الشمسي المغناطيسي الداخلي بإعادة تنظيم نفسه. إن الإنعكاس القادم يمثل نقطة الوسط من 24 دورة شمسية. نصف "الذروة الشمسية" سيكون ورائنا, مع قدوم النصف الآخر إلينا.
هوكسيما, يعمل كمدير للمرصد الشمسي ويلكوكس الموجود في ستانفورد, و هو واحد من بين المراصد القليلة في العالم التي تراقب أقطاب الحقول المغناطيسية الشمسية. تشكل هذه الأقطاب النذير لعملية الانعكاس. و بشكل مشابه لمراقبة علماء الأرض للمناطق القطبية للكوكب من أجل التقاط إشارات عن التغير المناخي, يقوم الفيزيائيون الشمسيون بنفس الأمر مع الشمس. قام الماغنتوغرام الموجود في ويلكوكس بتعقب المغانط القطبية الشمسية منذ العام 1976, و سجل ثلاث انعكاسات كبيرة – و الرابع على وشك الحدوث.
يصف عالم الفيزياء الشمسية فيل شيرر – من جامعة ستانفورد أيضا- ما يحدث: " تضعف الحقول المغناطيسية القطبية للشمس, لتصبح صفرا, و بعد ذلك تولد من جديد بقطبية معاكسة. و هذا الأمر عبارة عن جزء اعتيادي من الدورة الشمسية".
إن انعكاس الحقل المغناطيسي الشمسي, هو حدث كبير بالمعنى الحرفي للكلمة. إن مجال تأثير المغناطيسية الشمسية ( و المعروفة أيضا بالهليوسفير) يمتد إلى مليارات الكيلومترات خلف مدار بلوتو. إن التغيرات في قطبية الحقل تتموج على طول الطريق وصولا إلى مجسات فوياجير, الموجودة على عتبة الفضاء بين النجمي.
عندما يتحدث الفيزيائيون الشمسيون عن الانعكاسات الحقلية الشمسية, فغالبا ما تتركز مناقشاتهم على "صفيحة التيار".
صفيحة التيار هي عبارة عن السطح الهائل الحجم و الممتد إلى الخارج من خط استواء الشمس حيث تقوم الشمس و خلال الدوران البطيء للحقل المغناطيسي بحث تيار كهربائي. التيار بحد ذاته صغير, و يبلغ حوالي عشر من المليار من الأمبير لكل متر مربع فقط (0.0000000001 أمبير في المتر المربع), و لكن هناك الكثير منه: يتدفق التيار عبر منطقة بسماكة 10000 كيلومتر و عرض يصل إلى مليارات الكيلومترات. نعم! الكهرباء تتحدث, كامل الهليوسفير يتم تنظيمة حول هذه الصفيحة الهائلة.
خلال انعكاسات الحقل, تصبح صفيحة التيار متموجة جدا. يشبه شيرر التموجات بالدرزات الموجودة على كرة البيسبول. و مع دوران الأرض حول الشمس, فإننا نغرق في صفيحة التيار و نخرج منها. إن الانتقال من جانب إلى آخر يمكن أن يثير عواصف مغناطيسية حول كوكبنا.
تتأثر الأشعة الكونية بهذا الأمر أيضا, و هي جسيمات عالية الطاقة و يتم تسريعها إلى القرب من سرعة الضوء بواسطة انفجارات سوبرنوفا و أحداث عنيفة أخرى في المجرة. تشكل الأشعة الكونية خطرا على رواد الفضاء و المجسات الفضائية, و يقول بعض الباحثون بأنه من الممكن أن يكون لها تأثير على تشكل الغيوم و المناخ على الأرض. تشكل صفيحة التيار حاجز ضد الأشعة الكونية, فتقوم بتشتيتها خلال محاولتها اختراق النظام الشمسي الداخلي. إن الصفيحة المجعدة و المتموجة تشكل درعا أفضل ضد هذه الجسيمات عالية الطاقة و القادمة من الفضاء العميق.
مع اقتراب حادثة انعكاس الحقل, توضح لنا البيانات القادمة من ويلكوكس أن نصفي الكرة الشمسية غير متزامنيين.
يقول شيرر: " قام القطب الشمالي للشمس بالفعل بتغيير إشاراته, في حين أن القطب الجنوبي يمضي مسرعا ليجاري الأمر". و يتابع: " على أية حال, خلال وقت قصير جدا تنعكس إشارة كلا القطبين, و يبدأ النصف الثاني من الذروة الشمسية بالحدوث".
عندما يحدث ذلك, سوف يشارك هوكسيما و شيرر الأخبار مع زملائهم و العامة. [/b]