العلاقة بين الأعاصير وأسماء النساء
وكيف تتم تسمية الأعاصير؟[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]من وقت إلى آخر تطالعنا وكالات الأنباء بإعصار يضرب منطقة ما في العالم وخصوصاً الولايات المتحدة الأمريكية ، كان آخرها إعصار ساندي الذي ضرب السواحل الأمريكية و|أحدث دماراً كبيراً، وقبلها كان الإعصار كاترينا، لكن اللافت للانتباه أسماء تلك الأعاصير والتي اقتصرت على أسماء النساء، فما العلاقة بين الأعاصير وتلك الأسماء النسائية؟
تسمية الأعاصير قديماًعرف الإنسان الأعاصير منذ النشأة الأولى، وقد أطلق عليها أسماء متعددة لتوثيق تلك الأحداث ولمنع الخلط فيما بينها، وخصوصا في المناطق التي تكثر فيها.
ولم تكن قديماً توجد آلية محددة لتسمية الأعاصير، فكانت تسمى أحيانا نسبة إلى بعض القديسين ، كإعصار هرقل وإعصار سانت لويس وإعصار سانتا ماريا، وأحيانا كان يتم إطلاق أسماء السنوات عليها، وهي السنة التي حدث فيها الإعصار، كإعصار 1898، كما كان أحيانا أخرى تسمى بأسماء الأماكن التي ضربها الإعصار، كإعصار ميامي وإعصار هيوستن.
ومع تطور علم الأرصاد الجوية، ابتكر عالم الأرصاد الجوية الاسترالي كليمنت راج ( 1852 – 1922 ) نظاما جديدا لتسمية الأعاصير، حيث كان يطلق على الأعاصير أسماء أعضاء البرلمان الذين يرفضون التصويت على المنح المالية لأبحاث الأرصاد الجوية، كما كان يطلق أسماء النساء اللاتي يكرههن على الأعاصير، إلا أن رجال السياسة من البرلمانيين استطاعوا أن يبعدوا أسمائهم عن الأعاصير ، وبقيت أسماء تلك الكوارث الجوية ملتصقة بالنساء، حيث يرى المتخصصون في تسمية الأعاصير في ذلك الوقت علاقة بين الإعصار والمرأة مرده أن الإعصار يصعب التكهن بعنفه وصخبه تماما كالمرأة التي يصعب فهمها والتكهن بتصرفاتها وصخبها وتقلب مزاجها وبطشها وخصوصا عند الغضب.
هذا الرأي يقابله رأي آخر، وهو أن تسمية الأعاصير نسبة إلى أسماء نسائية الهدف منه تعزيز الأمل بان تكون الأعاصير رقيقة ناعمة لطيفة قليلة الدمار كالنساء الرقيقات، وفي المقابل يربط فريق من الباحثين أسماء الأعاصير المؤنثة إلى الناحية اللغوية إذ أن كلمة إعصار بالانجليزية Hurricane مؤنثة، والسياق اللغوي يحتم وجود اسم مؤنث مع هذه المفردة اللغوية.
تطور تسمية الأعاصير بعد الحرب العالمية الثانيةفي أعقاب الحرب العالمية الثانية واهتمام الولايات المتحدة الأمريكية بتعزيز قواتها المسلحة سواء الجوية أو البحرية، أولت هذه القوات عناية كبيرة بدراسة الأعاصير والتنبؤ بها ومعرفة مسارها وقدرتها التدميرية، وكان رجال الرصد الجوي وخصوصا في منطقة شمال وغرب المحيط الهادي ، يوحدون مسميات الأعاصير، فكانوا يطلقون أسماء زوجاتهم أو صديقاتهم على تلك الأعاصير، وتم تطوير هذا النظام لاحقا حيث تم إعداد قائمة من قبل الأرصاد الجوية الأمريكية بأسماء نسائية قصيرة وبسيطة ويمكن تذكرها بسهولة، وفي عام 1950 تم تطوير تلك القائمة ورتبت أبجديا، وفي عام 1953 تم اعتماد هذه القائمة بأسماء نساء وتم تعميمها لتشمل الأعاصير التي تضرب مناطق المحيط الهادي والمحيط الهندي وبحر تيمور والساحل الشمالي الغربي لأستراليا، وقد شملت القائمة 84 اسما، حيث يكون اسم أي إعصار يبدأ بالحرف الثاني لاسم الإعصار الذي سبقه، مع مراعاة أن تكون الأسماء قصيرة.
هذا النظام لتسمية الأعاصير تم تطويره، ففي عام 1979 طورت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية وبالتعاون مع الأرصاد الجوية الوطنية الأمريكية قائمة بأسماء الأعاصير ادخل فيها أسماء رجال، وكانت القوائم تشمل أسماء مذكره ومؤنثة لمدة ست سنوات، وكان يتم إطلاق الأسماء على الأعاصير المتوقعة والمنتظر قدومها مستقبلا تبعا نظام أبجدي، مع الانتباه إلى انه في حال كان الإعصار مدمرا وقويا يتم شطب الاسم ولا يتم تكراره بسبب التشاؤم من ذلك الاسم، وهذا ما حدث مع إعصار أندرو 1992 والذي تسبب بخسائر بلغت 21 مليار دولار وخسائر فادحة بالأرواح، وإعصار ميتس وإعصار تشارلي وإعصار ايفان 2004 ، مع الانتباه إلى أن العواصف الاستوائية لا يتم إطلاق أسماء عليها في حال كانت قوتها اقل من 8 درجة على مقياس بوفورت.
إلا أن هذا النظام في التسمية قد تم اختراقه أكثر من مرة، فقد أطلق اسم إعصار كاترينا وهو من خارج القائمة نسبة لإحدى الموظفات في مركز أبحاث الأرصاد الجوية والتي اكتشفت قدوم الإعصار نحو السواحل الأمريكية، وكذلك إعصار ريتا وهي أسماء نسائية بالطبع.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]دول شرق آسيا وتسمية الأعاصيرهذا النظام المعمول به لتسمية الأعاصير، لم يتم اعتماده لتسمية أعاصير بلدان شرق آسيا، إذ أن الأسماء الأمريكية ليس لها وقع وأهمية لدى سكان تلك المناطق، فأطلق اسم إعصار دامري ويعني الفيل وإعصار كيروجي وهو نوع من البط البري في كوريا الشمالية وإعصار جونو أو غونو والذي ضرب السواحل العمانية ويعني الحقيبة المصنوعة من سعف النخيل بلغة سكان جزر المالديف.
هذا وقد أعدت 8 دول من دول شمال المحيط الهندي قائمة تحتوي على 64 اسما ليتم إطلاقها على الأعاصير، ومن تلك الأسماء نيشا ، بيجلي، ايلا، فايان، ماينمار، ليلي، فيت ، باندو.
منقول