(من ديوان عندما يئن العفاف - الشاعر عبدالرحمن بن صالح العشماوي)
أطرقـــت حتى ملنـــــي الاطـراق ... وبكيـــت حتى احمــرت الاحداق
سامـرت نجم الليـل حتـى غـاب عن ... عيني وهـد عزيمتي الإرهاق
يأتي الظــــلام و تنجلي أطـــــرافه ... عنا , و ما للنـوم فيـه مـــذاق
سهر يؤرقــني ففي قلبـي الأسى ... يغـلــي وفـــي أهـدابي الحــراق
ســيان عـنـدي ليـلنـا ونـهارنــــا ... فالمــوج فـي بحريهـما صفــــاق
قتــل وتشريــد وهــتـك مـحــارم ... فــيـنـــا وكأس الحادثات دهــــاق
أنـا أيــها الأحبـاب مسـلـمـة لها ... قـلب إلى شــرع الـهــدى تـــواق
أنا قــصة صاغ الأنين حـــروفها ... و لها من الألـم الــــدفين سيـاق
دفـن الشيــوعيون نبــع كرامتي ... دهرا وطــارت حولـي الأطــبــاق
حـتى إذا انـكـشـف الـغـطـاء و غردت ... أمـالنـا وبــدا لنا الاشــراق
وقف الصليب على االـطريق فلا تسل ... عمــا جناه القـتـل والاحــراق
وحـشـــية يقف الخـيال امـامها ... متـضـــائلاً وتـــمـــجـهــا الأذواق
أطفالنا ناموا على أحلامـــهـــم ... وعلـى لهـــيـب القاذفـــات أفاقــــوا
يبكــــون , كلا بل بكت أعمــاقهم ... و لقـــد تجــود بدمعـها الأعمــاق
أطفالنا بيعوا واوربا التــــــــي ... تشــري ففــيها راجـــــت الأســـواق
أين النظام العـــالــمي أمـــا لــه ... أثـــرُ ألــــم تنـــعــق به الأبـــواق ؟
اين الســلام العالمي لــقــد بــدا ... كــذب الـــســلام وزاغت الأحداق ؟
يا مجلس الخــوف الذي في ظله ... كــسـر الأمان وضـــيــع المـيــثاق
أوما يحركك الذي يجري لــنـــا ... أوما يـثــيرك جرحــنـــــا الدفـاق ؟
يعفى عن الصرب الذين تجـبروا ... وطغوا ويفــرد بالعــقـاب عـراق ؟؟
هـذا و ربك شـر ما ســــــمـعت به ... أذن ومـا كــتـبـت بــــه الأوراق
ســرج العدالة مال فوق حصانهـا ... ولــوى العنان إلى الوراء نفـــاق
انا ايهـــا الاحبـاب مسلــمة طــوى ... أحــــلامــهــا الأوبـاش والفساق
أخـــذوا صغيري وهو يرفع صوته ... أمــــي وفـي نـظـراته إشفــــاق
ولدي , ويصفعــني الدعي ويكتوي ... قـلـــبي و يـحـكم بابـي الإغــلاق
ولــدي , وتبلغـني بقايا صــرخـــة ... مـــخـنــوقـــة ويـقـهـقـه الأفـــاق
ويجــــــرني وغد إلى ســــــردابه ... قـســـرا وتـــظـلم حولي الآفـــاق
و يئن في صدري العفاف و يشتكي ... طهــري وتغمض عينها الأخلاق
أنا لا أريد طعـــامكم وشـــرابكم ... فــدمــي هـنا يا مســـلمين يـــــراق
عرضي يــدنس أين شيمـــتكـــم ... أما فــيــــــكم أبيُ قلـــبـه خــفــاق ؟
أختــاه , أمــتنا التي تــدعيـــنها ... صارت على درب الخضوع تسـاق
أودت بهـا قـومـيــة مـشـــؤمة ... وسـرى بـهـا نـحو الضـيـاع رفــاق
إن كــنت تنتظــرينها فسيــنتهــي ... نفــق وتأتـــي بـــعــــده انـــفــاق
مــدي الى الرحمــن كف تضرع ... فـلســـــوف يرفع شأنـك الخـــلاق
لا تيأســي فـــأمـام قـــدرة ربنـــا ... تتضــاءل الأنـســـاب والأعــراق