موضوع: قاطع طريق.................... الخميس 5 يناير 2012 - 13:45
المشهد الأول (حافلة نقل ركاب) يصعد سائق الحافلة ، ثم يحيي الركاب ويذكرهم بدعاء السفر ، تتحرك الحافلة بهدوء . نسمع همساً متداخلاً ، وصراخ الأطفال من آن لأخر ينطلق .
راكب : (يمشي داخل الحافلة بحذر حتى يصل إلى السائق ) متى سنصل؟ السائق مبتسماً : مستعجل ؟ الراكب : جداً . السائق : بماذا أستطيع أن أساعدك ؟ الراكب : ( متوترا) لدي موعد مهم أريد اللحاق به . وعندما ذهبت إلى المطار لم أجد حجزاً ... الأمر لا يحتمل التأخير . السائق : اهدأ وكن مطمئناً ..سأجتهد للوصول بكم مبكراً إن شاء الله ( ينظر بعض الركاب إلى الرجل في إشفاق ) .
المشهد الثاني
الحافلة تصل إلى إحدى الأستراحات الخاصة بها ، يتوقف السائق ، ويذكر الناس بأنهم وصلوا الأستراحة ، ويطلب منهم الأستعجال وعدم التأخر .( يتمطى بعض الناس في مقاعدهم ) السائق : ألا تريدون الأستراحة قليلاً ؟ بعض الركاب : ليتنا نكمل الطريق .. لا حاجة لنا في الأستراحة الآن ( الرجل المستعجل ينظر اليهم في امتنان). السائق : كما تشاءون ..توكلنا على الله .(يدير الحافلة . وقبل أن يتحرك يلمح رئيس الحافلات يشير إليه من الخارج ليتوقف ). الرئيس : ( يصعد ) : إلى أين ؟ أتذهب هكذا دون أن يستريح الناس ؟ الركاب : نحن الذين طلبنا منه التحرك . الرئيس : أنتم بحاجة إلى الأستراحة . بعض الركاب : نحن مستعجلون . دعنا نمضي ولا تعطلنا . الرئيس : هل تفهمون عملي أكثر مني ؟! هذه أستراحة يعني استراحة ...انزلوا من فضلكم . ( للقائد ) وأنت لماذا دخلت من هذه البوابة ألا ترى أنها ستدخلك الطريق الشرقي إجبارياً ؟ السائق : أنا قصدت دخول الطريق الشرقي ، ولم أدخله بالخطأ . الرئيس ( مندهشا ) : هكذا ؟! السائق : إنه أقرب .. والناس مستعجلون كما ترى . الرئيس : لا دخل لي بالناس ! السائق ( بإصرار) : نحن نخدمهم قبل كل شئ . الرئيس ( بلهجة تقريرية) : العمل بالطريقة الصحيحة أهم من خدمة الناس. السائق : وما الخطأ في هذه الطريق ؟ الرئيس : ليس مألوفا . السائق : لكنه يؤدي الغرض ويخدم الناس ، وهذا هدفنا أولا وأخيرا . الرئيس : أوووف .. أنت مجادل . بعض الركاب للرئيس : اتركنا ياهذا ، ولا تعطلنا . الرئيس : أخرج من البوابة ، وعد من الطريق الصحيح . السائق ( موضحاً ) تغيير الطريق سيستغرق وقتاً طويلا . الرئيس ( يشير بيديه ) : ليستغرق يوماً كاملا . السائق : والناس . الرئيس ( بعصبية ) : لا يعرفون مصلحتهم ! الركاب ( بإنفعال ) : لسنا غنماً يا هذا . الرئيس ( للسائق ) : غير طريقك الآن . السائق : لا أستطيع ... الرئيس : إذا .. دع الحافلة وأنتظرني في مكتبي . ( يهم السائق بالنزول ) الركاب ( للسائق ) : دعك منه .. امض بنا حتى لا نتأخر . ينزل السائق ، ويشير إلى الركاب من خارج الحافلة : في أمان الله أيها الأصحاب . الرئيس للركاب : لا تنزعجوا .. سنحل المشكلة ، ولن يتأخر أحد . الركاب : تحرك أنت بالحافلة . الرئيس بإرتباك : لا أستطيع قيادة حافلة بهذا الحجم ، لكنني أعدكم بأن السائق البديل سيصل من الفرع الرئيسي .. يوم أو يومان على الأكثر وتتحرك الحافلة في طريقها الصحيح !