وقد روى الترمذي الحديث التالي:
عن أَبِي سَعِيد الخدري قال: "بَعَثنَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم
في سَرِيّةٍ فَنَزَلنَا بِقَوْمٍ فَسَأَلنَاهُمْ القِرَى فلم يَقْرُونَا،
فَلُدِغَ سَيّدُهُم فَأَتَوْنَا فقالُوا: هَلْ فِيكُم مَنْ يَرْقِي مِنَ
العَقْرَبِ؟ قلت: نَعَم أَنَا، وَلَكِنْ لاَ أَرْقِيِه حتى تُعْطُونَا
غَنَماً، قالُوا: فَإِنّا نُعْطِيكُمْ ثَلاَثِينَ شَاةً فَقَبِلْنَا،
فَقَرَأْتُ عَلَيِه الْحَمْدَ لله سَبْعَ مَرّاتٍ فَبَرأَ وقَبَضْنَا
الغَنَم. قَالَ: فَعَرَضَ في أَنْفُسِنَا مِنْهَا شَيْءٌ، فَقُلْنَا لاَ
تَعْجَلُوا حتى تَأْتُوا رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم، قالَ: فَلَمّا
قَدِمْنَا عَلَيْهِ ذَكَرْتُ لَهُ الذي صَنَعْتُ، قالَ: وَمَا عَلِمْتَ
أَنّهَا رُقَيْةٌ؟ اقْبِضُوا الغَنَمَ وَاضْرِبُوا لي مَعَكُمْ بِسَهْمٍ".
قال أبو عيسى: هذا حديثٌ حسنٌ.
وورد أيضاً في حاشية السندي على النسائي:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: "أَمَرَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم بِقَتْلِ الأَسْوَدَيْنِ فِي الصّلاَةِ".
قال السندي: قوله: "بقتل الأسودين" هما الحية والعقرب وإطلاق الأسودين
إما لتغليب الحية على العقرب أو لأن عقرب المدينة يميل إلى السواد وأخذ
كثير من الرخصة في القتل أن القتل لا يفسد الصلاة لكن قد يقال: يكفي في
الرخصة انتفاء الإثم في إفساد الصلاة وأما بقاء الصلاة بعد هذا الفعل فلا
يدل عليه الرخصة فتأمل والله تعالى أعلم.
وروى ابن ماجة:
عَن عائشة؛ قالت: لدغت النَّبِي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ عقرب
وهو في الصلاة. فقال: لعن اللَّه العقرب. ما تدع المصلي وغير المصلي.
اقتلوها في الحل والحرم.
فِي الزَوائِد: في إسناده الحكم بْن عَبْدُ الملك، وهو ضعيف. لكن لا
ينفرد به الحكم. فقد رواه ابن خزيمة في صحيحه عَن مُحَمَّد بْن بشار، عَن
مُحَمَّد بْن جعفر، عَن شعبة، عَن قتادة.
وورد في البخاري:
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: (خمس من الدواب، من قتلهن وهو محرم فلا جناح عليه: العقرب، والفأرة،
والكلب العقور، والغراب، والحدأة).
وفي صحيح مسلم:
عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: كَانَ لِي خَالٌ يَرْقِي
مِنَ الْعَقْرَبِ، فَنَهَىَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ- عَنِ الرُّقَى. قَالَ: فَأَتَاهُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ
إِنَّكَ نَهَيْتَ عَنِ الرُّقَى، وَأَنَا أَرْقِي مِنَ الْعَقْرَبِ.
فَقَالَ: "مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَفْعَلْ".
وفي مجمع الأمثال لأبي الفضل الميداني:
تَلْدَغُ العَقْرَبُ وَتَصِئُ.
يقال: صَأَى الفرخُ والخنزير والفأر والعقرب يَصِئ صَئِيًّا على فعيل، إذا صاح، وصَاءَ: مقلوبٌ منه. يضرب للظالم في صورة المتظلم.
وفي مجمع الأمثال:
أَتْجَرُ مِنْ عَقْرَبٍ.
ويقال أيضاً "أمْطَلُ من عَقْرَب" وهذا من أمثال أهل المدينة، حكاه
الزُّبير بن بَكَّار . وعقرب اسم تاجر من تجارها، قال الزبير: وكان رَهْط
أبي عَقْرب أكْثَرَ مَنْ هُنَاك تجارة، وأشدَّهم تسويفاً، حتى ضَرَبوا
بِمَطْله المثلَ، فاتفق أنْ عاملَ الفضلَ بن عباس بن عُتْبة بن أبي لَهَب،
وكان أشدَّ أهلِ زمانِهِ اقْتِضَاءً، فقال الناس: ننظر الآنَ ما يصنعان،
فلما حلَّ المالُ لزم الفضلُ بابَ عقرب، وشدّ ببابه حماراً له يسمى
السَّحَاب، وقعد يقرأ على بابه القرآن، فأقام عقرب على المَطْل غيرَ مكترثٍ
به، فعدل الفضلُ عن مُلاَزمة بابه إلى هِجاء عِرْضه، فمما سار عنه فيه
قولُه:
قد تَجَرَتْ في سُوقِنَا عقربٌ لا مَرْحَباً بِالْعَقْرَبِ التاجِرَهْ
كلُّ عدوٍّ يُتَّقَى مُقْبلاً وعقربٌ يُخْشَى من الدَّابِرَهْ
كل عدوٍّ كيدُهُ في اسْتِهِ فغيرُ مَخْشِىٍّ ولا ضَائِرَهْ
إن عَادَتِ العقربُ عُدْنَا لَهَا وكَانَتِ النَّعْلُ لَهَا حَاضِرَهْ
وورد في فقه اللغة للثعالبي:
العَضُّ والضَغْمُ مِنْ كلِّ حَيَوَانٍ الكَدْمُ والزَّرُّ مِنْ ذِي
الخُفِّ والحَافِرِ والنَقْرُ والنَسْرُ مِنَ الطَّيْرِ واللَّسْبُ مِنَ
العقْرَبِ واللَّسْعُ والنَّهْشُ والنَّشْطُ واللَدْغُ والنَّكْزُ مِنَ
الحَيَّةِِ، إلاَ أنَّ النَّكْزَ بالأنْفِ ، وسائِرُ مَا تَقَدَّمَ
بالنَّاب.
وورد أيضاً في فقه اللغة للثعالبي:
العَقْرَبُ تَدِبُّ.
وفي اللسان:
عقرب: العَقْرَبُ: واحدةُ العَقارِب من الهَوامِّ، يكونُ للذكر والأُنثى
بلفظ واحد، والغالبُ عليه التأْنيث، وقد يقال للأُنثى عَقْرَبة
وعَقْرَباءُ، ممدود غير مصروف. والعُقْرُبانُ والعُقْرُبَّانُ: الذَّكَرُ
منها.
قال الأَزهري: ذَكَرُ العَقارِبِ عُقْرُبانٌ، مُخَفَّف الباء.
وفي اللسان:
لسب: لَسَبَتْه الحَيَّة والعَقْربُ والزُّنْبورُ، بالفتح، تَلْسِبُه
وتَلْسَبُه لَسْباً: لَدَغَتْه، وأَكثر ما يُسْتَعْمَلُ في العقرب. وفي صفة
حيات جهنم: أَنْشَأْنَ به لَسْباً.
اللَّسْبُ واللَّسْعُ واللَّدْغُ: بمعنىً واحد؛ قال ابن سيده: وقد يُستعمل في غير ذلك؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
بِتْنا عُذُوباً، وباتَ البَقُّ يَلْسِبُنا نَشْوي القَراحَ كأَنْ لا حَيَّ بالوادي
يعني بالبَقِّ: البَعُوضَ، وقد ذكرنا تفسير نَشْوي القَراحَ في موضعه.
اللَّدْغُ: عَضُّ الحَيّةِ والعقرب، وقيل: اللَّدْغُ بالفم واللَّسْعُ
بالذَّنَب، قال الليث: اللَّدْغُ بالناب، وفي بعض اللغات: تَلْدَغُ
العَقْرَبُ.
وقال أَبو وجْزةَ: اللَّدْغةُ جامِعةٌ لكل هامّةٍ تَلْدَغُ لَدْغاً؛
يقال: لَدَغَتْه تَلْدَغُه لَدْغاً وتَلْداغاً؛ ورجل مَلْدُوغ ولَدِيغٌ،
وكذلك الأُنثى، والجمع لَدْغَى ولُدَغاءُ ولا يجمع جمع السلامة لأَن مؤنثه
لا يدخله الهاء، والسَّلِيمُ: اللَّدِيغُ. يقال: أَلْدَغْتُ الرجلَ إِذا
أَرْسَلْتَ إِليه حَيّةً تَلْدَغُه. وفي الحديث: "وأَعوذُ بكَ أَن أَمُوتَ
لَدِيغاً".
اللَّدِيغُ: المَلْدُوغُ، فَعِيلٌ بمعنى مَفْعُولٍ.
وفي اللسان أيضاً:
شبدع: الشِّبْدِعةُ: العقرب، بالكسر، والدال غير معجمة. والشَّبادِعُ: العَقارِبُ. والشِّبْدِع: اللسان تشبيهاً بها. وفي الحديث: "من
عَضّ على شِبْدِعه سَلِمَ من الآثام". قال الأَزهري: أي: لسانِه يعني
سكت ولم يَخُضْ مع الخائضين ولم يَلْسَعْ به الناس لأَن العاضّ على لسانه
لا يتكلم.قال ابن الأَعرابي: أَلقَيْتُ عليهم شِبْدِعاً وشِبْدَعاً أي:
داهِيةً، قال: وأَصله للعقرب.
وقال ابن بري: الشَّبادِعُ الدَّواهي؛ قال مَعْنُ بن أَوس:
إِذا الناسُ ناسٌ والعِبادُ بقُوّةٍ وإِذْ نَحْنُ لم تَدْبِبْ إِلينا الشَّبادِعُ
فتكون على هذا مستعارة من العقارب.
وورد أيضاً في اللسان:
والرَّمْرامُ: حَشِيش الربيع؛ قال الراجز:
في خُرُق تَشْبَعُ مِن رَمْرامِها
(التهذيب): الرَّمْرامَةُ: حشيشة معروفة في البادية، والرَّمْرامُ
الكثير منه، قال: وهو أَيضاً ضرب من الشجر طيب الريح، واحدته: رَمْرامَة.
وقال أَبو حنيفة: الرَّمْرامُ: عُشبة شَاكَةُ العِيدانِ والورق تمنع المس،
ترتفع ذراعاً، وورقها طويل، ولها عرض، وهي شديدة الخضرة لها زهْرَة صفراء
والمواشي تحْرِصُ عليها.
وقال أَبو زياد: الرَّمْرامُ: نبت أَغبر يأْخذه الناس يسقون منه من العقرب، وفي بعض النسخ: يشفون منه؛ قال الطِّرِمَّاحُ:
هل غير دارٍ بَكَرَتْ رِيحُها تَسْتَنُّ في جائل رَمْرامِها؟
والشَّباةُ: العَقْرَبُ حين تَلِدُها أُمُّها، وقيل: هي العَقربُ الصَّفْراءُ، وجمعها شَبَوات.
الفُصْعُل والفِصْعِل: اللئيم. قال الأَزهري: الفُصْعُل العَقْرَب؛
وأَنشد: وما عسى يَبْلُغُ لَسْبُ الفُصْعُل. قال ابن سيده: وهو الصغير من
ولد العَقارب.
وقال ابن الأَعرابي: من أَسماء العقرب الفُصْعُل، بضم الفاء والعين، والفُرْضُخ والفِرْضِخُ مثله.
وقال ثعلب عن ابن الأَعرابي: من أَسماءِ العَقْرَبِ الشَّوْشَبُ
والفِرْضِخُ وتَمْرَة، لا تَنْصَرفُ؛ قال: وشَباةُ العَقْرب إبْرَتُها.
وقال في اللسان: شبدع: الشِّبْدِعةُ: العقرب، بالكسر، والدال غير معجمة. والشَّبادِعُ: العَقارِبُ. والشِّبْدِع: اللسان تشبيهاً بها.