[b]لسجينـــة
بعد أن كبرت سنها..
وفاتها قطار الزواج؛ بسبب جناية والدها الظالم، الذي ضيع الأمانة، وتعسف في تزويجها لتعيش كباقي النساء..
تنشئ بيتا.. وتحتضن طفلاً..
وقفت متحسرةً؛ ثم تأوهت.. فكانت هذه الكلمات:
1 أبي..كنتُ يوماً أعيش الحنان وأحمل حُلماً بقلبي الصغيرْ
2 أقوم أناجي طيور الصباح وأغفو طويلاً بحُلمٍ كبيرْ
3 كبرتُ وتاهت بيَ الأمنيات وأبصرتُ عمري أمامي يطيرْ
4 ظمئتُ فلم ألقَ غير السراب وتهتُ ولم أدر أين المسيرْ
5 لقد كنت أحلُم مثل البنات ببيتٍ سعيدٍ وطفلٍ صغيرْ
6 فأغمر طفلي بفيض حناني وترفل بنتي بثوبٍ حريرْ
7 أبي..قد ركبتُ بحورَ الأماني فعدتُ بجرحٍ وقلبٍ كسيرْ
8 سجنتَ فؤادي بحصنٍ منيعٍ وقطّعتَ دوني جميعَ الجسورْ
9 إذا جاء شخصٌ يريد زواجي تهيجُ جنوناً وتُبدي النفورْ
10 فهذا كبيرٌ وذاك صغيرٌ وهذا طويلٌ وذاك قصيرْ
11 فأعرَضَ عني الرجالُ وصارت حياتي شقاءً وساء المصيرْ
12 أتوق لكلْمةِ "ماما" كما قدْ تشوّقَ للضوءِ شخصٌ ضريرْ
13 وزوجٍ يؤانس وحشةَ روحي ألستَ تحسُّ بهذا الشعورْ؟!
14 أبي..قد ذبُلتُ وضاع شبابي ولا زلتَ تلهو بكل سرورْ
15 كأنك ما قد ظلمتَ فتاةً تئن وتبكي لسوء الأمورْ
16 فماذا عسى أن تقولَ إذا ما بُعثتَ إلى الله يوم النشورْ
17 أئنُّ وأشكو إلى الله حالي فنعم المعينُ ونعم النصيرْ