من مكايد الشيطان زمن الفتن( المشاهدات 236)
الحمد لله القائل في محكم التنزيل (وربك يخلق ما يشاء ويختار) وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد(1) *ففي صحيح مسلم وغيره من حديث عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة أنه قال :
الحمد لله القائل في محكم التنزيل (وربك يخلق ما يشاء ويختار) وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد(1) *ففي صحيح مسلم وغيره من حديث عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة أنه قال :
دخلت المسجد فإذا عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما جالس في ظل الكعبة والناس مجتمعون إليه فأتيتهم فجلست إليه فقال :
كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا فمنا من يصلح خباءه ومنا من ينتضل ومنا من هو في جشره إذ نادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم: الصلاة جامعة، فاجتمعنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقاً عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم وينذرهم شر ما يعلمه لهم وإن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها وسيصيب آخرها بلاء وأمور تنكرونها وتجيء فتنة فيرقق بعضها بعضاً وتجيء الفتنة فيقول المؤمن: هذه مهلكتي ثم تنكشف وتجيء الفتنة فيقول المؤمن هذه، هذه، فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه ومن بايع إماماً فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه إن استطاع،
فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر. قال عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة: فدنوت من عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما فقلت: أنشدك بالله، أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فأهوى إلى أذنيه وقلبه بيديه وقال: سمعته أذناي ووعاه قلبي(2) *وروى البخاري من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن)(3).
*وعن حذيفة بن اليمان رضي الله تعالى عنه قال: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت يا رسول الله: إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: نعم قال: قلت: فهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال : نعم، وفيه دخن، قلت: وما دخنه؟ قال : قوم يستنون بغير سنتي ويهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر. فقلت : فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: نعم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها. فقلت : يا رسول الله صفهم لنا؟ قال: من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا فقلت: يا رسول الله فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم.
قلت : فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك (متفق عليه). ولمسلم نحوه وفيه أن حذيفة قال: وما دخنه؟ فقال: قوم لا يستنون بسنتي! وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس! قلت : كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك؟ قال: تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع(4) *وفي صحيح مسلم من حديث معقل بن يسار رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : العبادة في الهرج كهجرة إلي(5)
*وعن أبي ذر رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً يبيع دينه بعرض من الدنيا(6)
معاشر المؤمنين:
إذا ظهرت الفتن وتغيرت الأحوال فالواجب على المسلم الرفق والحلم والصبر والأخذ بالآداب الشرعية زمن الفتن من التمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والالتفاف حول علمائنا وولاة أمورنا والتثبت فيما يرد من أخبار وتفقد المسلم اخوانه خوفاً عليهم من الزلل إلى غير ذلك من الآداب الشرعية.
آلا إن الشيطان وحزبه ينشطون زمن الفتن للإفساد بين المؤمنين وإيغار الصدور وتفريق أمة محمد صلى الله عليه وسلم (لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالاً ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم) (التوبة : من الآية 47) ولهذا كان لابد من بيان ما قد يقع من زلل ومخالفة للآداب الشرعية زمن الفتن نصحاً لأمة محمد صلى الله عليه وسلم ومحبة لأهل الإيمان والقرآن وتحذيراً لهم من مكايد الشيطان. فمن تلك المخالفات:
أولاً:
سوء الظن بالله وتوهم أن أمة محمد صلى الله عليه وسلم ستهلك ويدال عليها عدوها إدالة مستمرة وأن الغلبة والظهور لأهل الكفر أبداً! وكل ذلك سوء ظن بالله سبحانه وتعالى ذمّه الله عز وجل في كتابه حيث قال (يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية) (آل عمران: من الآية 154)
فالظن بربنا جل جلاله وهو الحكيم الخبير القوي العزيز أنه ينصر دينه ويعز أوليائه ويجعل العاقبة للمتقين، وما يجري من تسلط الكفار على أهل الإسلام إنما هو ابتلاء وامتحان ليميز الله الخبيث من الطيب، وليعلم الله الذين صدقوا ويعلم الكاذبين. ومن سوء الظن بالله زعم بعضهم أن أمة محمد صلى الله عليه وسلم أمة غائبة! وهذا من جهله وسوء ظنه بربه وإلا فالبشائر في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم كثيرة ولو لم يرد إلا حديث الطائفة الناجية المنصورة الظاهرة إلى قيام الساعة لكفى(7)
فأحسنوا بالله الظن وأبشروا وأملوا خيراً، أبشروا بعز أمة محمد صلى الله عليه وسلم وكشف الكربة عنها وإهلاك عدوها قال الله عز وجل في الحديث القدسي :
(أنا عند ظن عبدي بي) وقال سبحانه (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيداً) (الفتح : 28) والله ثم والله لتنصرن أمة محمد صلى الله عليه وسلم فأبشروا معاشر المؤمنين إن نصر الله قريب.
ثانياً:
قبول الشائعات ونشرها وذلك أن المغرضين المرجفين في المدينة يفرحون بالفتن ليبثوا سمومهم وليتشفوا من إخوانهم المسلمين في هذا الوقت العصيب فأشغلوا العلماء والأمراء والمصلحين، الله أكبر! كم من شائعة انتشرت فلما دقق في الأمر وتحقق: تبين أنها كذب وإفك مبين فحسبنا الله عليهم ونعم الوكيل ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون. فاتقوا الله يا أمة الإسلام وتثبتوا في أمركم، أما بلغكم قول الله جل جلاله (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين) (الحجرات: 6) أما بلغكم قول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم (كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع) (8) فيا شباب الإنترنت اتقوا الله في أمة محمد صلى الله عليه وسلم ولا تحدثوا بكل ما تسمعون وتقرؤون فإنكم موقوفون بين يدي الجبار في يوم لا تخفى فيه على الله خافية، فاحذروا أن تكونوا دعاة فتنة مرجفين أفاكين (واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون).
يا شباب الإنترنت لما زهد بعضكم في طاعة علماء السنة والتوحيد والاقتداء بهم والالتفاف حولهم ابتلاه الله بطاعة من قلوبهم قلوب شياطين في جثمان إنس، فاللهم إنا نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن. وقل مثل ذلك في متابعي قنوات الكذب والشائعات (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين).
ثالثاً:
الاعتقاد في الأحلام والمنامات فعلقوا قلوبهم بها زمن الفتن بل صارت الأحكام الشرعية والقرارات العسكرية تصدر لبعضهم وهو في سابع نومة! فذاك يقول اقرؤا سورة الأنعام يا أهل الخليج في ليلة كذا لرؤيا وقعت، وهذه القراءة الجماعية بدعية محدثة ما أنزل الله بها من سلطان. وثانٍ يقول ولد المهدي لرؤيا رؤيت وغرض الكذاب من ذلك تزهيد المؤمنين في طاعة أولى الأمر وإثارة الفتنة فحسبنا الله ونعم الوكيل. يا أهل الأحلام والمنامات تأملوا في فعل أبي بكر الصديق رضي الله عنه لما حلت المصيبة بوفاة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم فدخل المسجد والناس يبكون وعمر رضي الله عنه يقول ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدخل أبو بكر إلى حجرة عائشة رضي الله عنها ونظر إلى رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم فعلم أنه قد مات فلما تيقن وتثبت خرج إلى الناس وصعد المنبر وما أحالهم على الأحلام والمنامات بل تلا قوله جل وعلا (وما محمدٌ إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين) (آل عمران: 144)
فكأن الناس لم يسمعوها إلا ذلك اليوم فما منهم من أحد إلا وهو يتلوها وعلموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مات، فهذا فعل السلف زمن المحن و الشدائد:
الرجوع وإرجاع الناس إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لا إلى الأحلام والمنامات.
رابعاً:
ومن المخالفات زمن الفتن الطعن في العلماء وسوء الظن بهم ومحاولة صرف الأمة عنهم بدعاوى كثيرة باطلة(9)
ومن فضل الله علينا ورحمته أن أمتنا ما زالت مع علمائها تسمع نصحهم وتهتدي بفتاويهم. وإنك لتسر حينما ترى حرص الناس على مصادر تلقي العلم، فصاروا يدققون ويتحرون أهل العلم والفقه والسنة ومن فضل الله تعالى علينا أيضاً أن الناس في زمن المحن والمصائب ما عادوا يقبلون إلا من المرجعية العلمية الموثوقة هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للإفتاء ومفتي الديار السعودية حفظه الله ورعاه وسدد على الخير خطاه وجزاه وإخوانه العلماء الأبرار عن أمة محمد صلى الله عليه وسلم خير الجزاء. وهذا هو هدي سلفنا الصالح قال الإمام محمد بن سيرين رحمه الله تعالى: إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم.
نعم لقد أدرك شبابنا بحمد الله أن علماء السنة والتوحيد كالشيخ ابن باز وابن عثيمين والألباني وسماحة المفتي وهيئة كبار العلماء أدركوا أنهم هم الأئمة حقاً وإليهم الرجوع في الفتيا خاصة في زمن الفتن. وإن من الجناية على الأمة والدعوة تصدر بعض الشباب في هذه الظروف الحرجة وشغفهم بإصدار الفتاوى والبيانات والتوقيعات الجماعية ونشرها على الملأ في الإنترنت وغيره تحت مسمى جديد مشائخ الصحوة!
أما علموا أن الواجب على طويلب العلم أن يتأدب مع مشايخه، أما علموا أن ولي الأمر الذي تجب طاعته قد أوكل تلك الأمور العظام إلى أكبر مرجعية علمية موثوقة عندنا هيئة كبار العلماء. فمن كفي فليحمد الله الذي أغنى أمة محمد صلى الله عليه وسلم عنه ومن كان عنده رأي فليعرضه على علمائنا وقد برئت ذمته، لأن تلك البيانات والتوقيعات تسبب فوضى علمية وتفرق الأمة وتحدث قلقاً وإزعاجاً نحن في غنى عنه، ومن البشائر ولله الحمد أن أولئك الذين يطعنون في علمائنا الكبار صاروا منبوذين عند الناس مدحورين يشار إليهم بأنهم يهدمون الدين، صدق الله إذ يقول (إن الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل خوان كفور) (الحج: 38).
ومما ينبه عليه في هذا المقام خطر من يضغطون على العلماء ليصدروا الفتاوى في كل حدث! وهذا خطأ لأن العلماء إن تكلموا تكلموا بعلم وإن سكتوا سكتوا بعلم فليسعك يا أخي ما وسعهم ثم إن العلماء قد يكلون الكلام والبيان في بعض الأمور إلى ولي الأمر إن رأوا المصلحة في ذلك.
خامساً:
ومن المخالفات زمن الفتن والمحن ما حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله (من غشنا فليس منا) لأن الواجب على المسلم النصح لأهل الإسلام قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الدين النصيحة .قيل لمن؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم) فمن النصيحة لأئمة المسلمين وولاة أمورهم طاعتهم في غير معصية الله ومحبة اجتماع القلوب عليهم ورد القلوب النافرة منهم إليهم وعدم الافتيات عليهم فيما يختص بهم وما حملوه من سياسة البلاد والجهاد(10) ومعاهدة الكفار والمشركين ’ومن النصح لهم بغض من يزهد في السمع والطاعة ويريد أن يفرق أمة محمد صلى الله عليه وسلم (11)
ومن النصح لهم الرجوع إليهم زمن الفتن واستئذانهم في توزيع الأشرطة والمنشورات وغيرها حفاظاً على اجتماع أمة محمد صلى الله عليه وسلم وطاعة لله الذي أمر بالرجوع إليهم، قال هشام بن عروة بن الزبير: ما سمعت أبي يقول في شيء قط برأيه، قال : وربما سئل عن الشيء فيقول: هذا من خالص السلطان، رواه ابن عبد البر في الجامع. وروى أيضاً عن ابن هرمز قال أدركت أهل المدينة وما فيها إلا الكتاب والسنة والأمر ينزل فينظر فيه السلطان. قال الحسن البصري في الأمراء: هم يلون من أمورنا خمساً:
الجمعة والجماعة والعيد والثغور والحدود والله لا يستقيم الدين إلا بهم وإن جاروا وظلموا والله لما يصلح الله بهم أكثر مما يفسدون مع أن طاعتهم والله لغبطة.
ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :
(ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم أبداً: إخلاص العمل لله ومناصحة ولاة الأمر ولزوم الجماعة فإن دعوتهم تحيط من ورائهم). اخرجه الإمام أحمد في مسنده (الجزء الخامس ص 183)وصححه الحافظ ابن حجر رحمهما الله تعالى.
قال الإمام الحسن بن علي البربهاري في كتاب السنة: إذا رأيت الرجل يدعو على السلطان فاعلم أنه صاحب هوى وإذا سمعت الرجل يدعو للسلطان بالصلاح فاعلم أنه صاحب سنة إن شاء الله تعالى. ويقول الفضيل بن عياض: لو كان لي دعوة ما جعلتها إلا في السلطان.ا.هـ . ذكر بدر الدين بن جماعة حقوق ولي الأمر فقال: ومن ذلك أن يعرف له عظيم حقه وما يجب من تعظيم قدره فيعامل بما يجب من الاحترام والإكرام وما جعل الله له من الإعظام ولذلك كان العلماء الأعلام من أئمة الإسلام يعظمون حرمتهم ويلبون دعوتهم مع زهدهم وورعهم وعدم الطمع فيما لديهم. قال: وما يفعله بعض المنتسبين للزهد من قلة الأدب معهم فليس من السنة 1.هـ .
تقدم في حديث حذيفة رضي الله عنه لما ذكر له النبي صلى الله عليه وسلم الفتن قال: فما تأمرني إن أدركني ذلك فقال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم. وقال ابن المبارك رحمه الله:
إن الجماعة حبل الله فاعتصموا+منه بعروته الوثقى لمن دانا
كم يرفع الله بالسلطان مظلمة+في ديننا رحمة منه ودنيانا
لولا الخلافة لم تأمن لنا سبل+ وكان أضعفنا نهبا لأقوانا+
وقال العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى :
ينبغي أن نكون عيناً وعوناً لولاة أمرنا. ألا وإن من أخلاق أهل السنة الأوفياء: محبة من ينصر هذه العقيدة السلفية من العلماء والأمراء ومحبة من بذل جاهه وسلطانه في نصر دعوتنا السلفية المباركة دعوة الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى وغفر له والتي أحيا الله بها الأمة في هذه الأزمان المتأخرة.
يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم إن من أسباب المحبة واجتماع الكلمة والنصر على الأعداء أن يعرف كل منا فضل صاحبه وسابقته في نصرة دعوتنا السلفية المباركة ذلك أن من لا يشكر الناس لا يشكر الله تعالى، قاله الحبيب المصطفى والنبي المجتبى صلى الله عليه وسلم يا شباب التوحيد والسنة: لقد كان أهل هذه البلاد في تفرق وتناحر وتباغض وتقاتل وخوف عظيم فأذن الله لهم بالفرج لما قام الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب ومن معه من الأمراء بالدعوة إلى توحيد رب العالمين ونشر عقيدة السلف الصالح ومحاربة البدع والشركيات فلقوا ما لقوا من الابتلاءات وتسلط الأعداء والمرجفين فصبروا حتى أعز الله هذه الدعوة وقامت لأهل الإسلام دولة تحكم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بفهم السلف الصالح فتفيأنا جميعاً ظلالها ونعمنا بخيراتها وأمنها وما زلنا ولله الحمد والمنة. ولكن والله ثم والله إن حصل منا تقصير في نصرة دعوتنا السلفية وميل إلى الجماعات الوافدة البدعية الحزبية.(12) والله لنهلكن.
إن من أسباب النصر على الأعداء: تحقيق التوحيد ونصرة السنة قال تعالى (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئاً ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون) (النور: 55).
الله أكبر كيف نرجو النصر على الأعداء وفي الأمة من يدعو غير الله ويطلب منه المدد ؟!( 13) كيف ننصر وفينا من ينفي صفات ربنا جل جلاله (14)؟! كيف ننصر وفينا من يسب صحابة رسول الله(15)! وعلماء السنة والتوحيد! كيف ننصر وشبابنا يلقنون طريقة الحرورية باسم الفكر الإسلامي(16)!! فالرجوع الرجوع إلى منهج السلف الصالح(17) لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصحح عقيدة أهل الإسلام وهو في زمن الشدة والكرب فقد خرج صلى الله عليه وسلم الى غزوة حنين ومعه أقوام حديثو عهد بكفر فمروا بسدرة للمشركين يعكفون عندها وينوطون بها اسلحتهم فقالوا يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط، فعظم صلى الله عليه وسلم الأمر وقال: الله أكبر إنها السنن قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى (اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة). اللهم يا حي يا قوم اجمع قلوب أمة محمد صلى الله عليه وسلم على التوحيد والسنة، اللهم لا تشمت بهم عدواً ولا حاسداً اللهم لا تجعلهم فتنة للقوم الظالمين ونجهم برحمتك من القوم الظالمين، حسبنا الله ونعم الوكيل.
سادسا:
ومن المخالفات زمن الفتن الاشتغال بالقيل والقال ونشرات الأخبار والغفلة عن طاعة الله تعالى واللجوء إليه والانطراح بين يديه والتوبة والندم ورفع أكف الضراعة إليه أن يكشف ما حل بأمة محمد صلى الله عليه وسلم قال الله جل وعلا (ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون) (المؤمنون: 76) وقال سبحانه وتعالى (وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون) (الأعراف: من الآية 168).
فالواجب زمن المحن والمصائب أن يحاسب المسلم نفسه ويتوب إلى ربه عز وجل من ذنوبه ويعلم أن ما أصابه قد يكون عقوبة من الله قال ربنا جل وعلا (وما أصابكم من مصيبة فيما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير) (الشورى: 30) وقال تعالى (فكلا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصباً ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) (العنكبوت: 40) فيا أمة محمد صلى الله عليه وسلم توبوا إلى الله واستغفروه واعلموا أن العبد إذا اعترف بذنبه ولجأ إلى ربه نال السعادة والمنى في الدنيا والآخرة قال الله تعالى (إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين) (يونس: من الآية 98). ومن بشائر الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم (العبادة في الهرج كهجرة إلي) رواه مسلم، فأكثروا من ذكر الله والاستغفار وارفعوا أكف الضراعة لعل الله يرحمنا وأسألوه وهو الكريم المنان سلوه أن لا يشمت بأمة محمد عدواً ولا حاسداً وأن لا يجعلها فتنة للقوم الظالمين، وأن ينجيها من القوم الكافرين (أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء) (النمل: من الآية 62).
سابعاً:
من الأخطاء زمن المحن والفتن تعدي حدود الله في بيوت الله فإن المساجد إنما بنيت للصلاة وذكر المولى عز وجل والمقصود من اجتماع المصلين بها طاعة الله عز وجل وحصول المحبة والمودة بين المؤمنين وجمع الكلمة فلا يجوز لأحد أن يتعدى على المسلمين في مساجدهم بنشر الشائعات والمنشورات وإيغار الصدور والكلام غير المنضبط ومن أراد أن يخاطب عامة المسلمين في مساجدهم فليأت البيوت من أبوابها وليتدبر قول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم (لا يقص على الناس إلا أمير أو مأمور أو مراءٍ(18). فإما أن تكون الأول أو الثاني واحذر أخي أن تكون الثالث.
معاشر المؤمنين قال النبي صلى الله عليه وسلم (من لا يشكر الناس لا يشكر الله) إن العاملين لنصرة هذا الدين كثر ولله الحمد والمنة ومنهم جنود الإيمان وعسكر القرآن المرابطون على ثغور بلاد الحرمين الساهرون على أمنها في القرى والبوادي الذين هجروا أهليهم وأولادهم وأحبابهم وفارقوهم محبة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم وطاعة لأولي الأمر، فكم ينالهم من نصب وتعب، وكم يلاقون من المشاق والمصاعب، فاللهم اجزهم عن أمة محمد خير الجزاء وارفع درجاتهم في المهديين واكتب لهم أجر الشهداء الصادقين. ياعسكر الإيمان والقرآن إن أحسنتم النية وسمعتم وأطعتم في العسر واليسر والمنشط والمكره فأبشروا والله أبشروا فإنكم على عمل صالح يرضاه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وهاكم بعض أحاديثه صلى الله عليه وسلم في فضل الرباط والجهاد في سبيل الله مما أورده العلامة الألباني في صحيح الجامع (19) لتعلموا فضل من يحمي بلاد الإسلام ويذب عن أهل الإيمان والقرآن.
يقول صلى الله عليه وسلم (تكفل الله لمن جاهد في سبيله لا يخرجه من بيته إلا الجهاد في سبيله وتصديق كلماته أن يدخله الجنة أو يرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه مع ما نال من أجر أو غنيمة) وقال عليه الصلاة والسلام (عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله) وفي حديث آخر (وعين باتت تحرس الإسلام وأهله من أهل الكفر) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (قيام ساعة في الصف للقتال في سبيل الله خير من قيام ستين سنة) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (رباط شهر خير من صيام دهر ومن مات مرابطاً في سبيل الله أمن من الفزع الأكبر وغدي عليه برزقه وريح من الجنة (أي: شمم رائحتها) ويجري عليه أجر المرابط حتى يبعثه الله)
وقال عليه الصلاة والسلام (ما اغبرت قدما عبد في سبيل الله إلا حرم الله عليه النار) وقال صلى الله عليه وسلم (موقف ساعة في سبيل الله خير من قيام ليلة القدر عند الحجر الأسود) إلى غير ذلك من الأحاديث الصحيحة الثابتة عنه صلى الله عليه وسلم.
فاحمدوا الله تعالى معاشر المؤمنين على ما نعيشه من أمن وأمان وطمأنينة وتحكيم لشرع الله واشكروا لمن يقوم على حراسة بلاد الإسلام واعرفوا لهم فضلهم فاللهم اجزهم عنا خير الجزاء وأعظم أجورهم واغفر لهم ولوالديهم يا أرحم الراحمين.
وأنتم يا معاشر المعلمين والمعلمات في المدارس والجامعات وحلقات تحفيظ القرآن اتقوا الله في أبناء المسلمين وبناتهم، علموهم السنة وحذروهم من البدع والأحزاب والجماعات المضلة، وذكروهم بحقوق العلماء والأمراء، اتقوا الله تعالى وبينوا لهم أثر الاجتماع في صلاح البلاد والعباد وأنه مما أمر الله به في قوله (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا) (آل عمران: من الآية 103) إن صلاح الأبناء والبنات واستقامتهم على منهج السلف الصالح وإبعادهم وتحذيرهم من الفتن والتكفير والعنف ورموزه إن ذلك كله أمانة في أعناق أهل العلم والتربية وكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته بين يدي الله.
إن الواجب على المعلمين والمعلمات ونحن في زمن كثرت فيه الأهواء والفرق والجماعات المحدثة الواجب عليهم نصرة هذه العقيدة السلفية، وربط الشباب بدعوة التوحيد دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب وإعلام الشباب بأنهم ولله الحمد امتداد لهذه الدعوة السلفية المباركة، ولا يجوز الانتماء لغيرها مما أحدثه المبطلون (20)علموهم واشرحوا لهم كتب العقيدة السلفية ككتاب التوحيد للإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب وكشف الشبهات وثلاثة الأصول والقواعد الأربع والعقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، فهي أزكى وأطيب وخير للشباب من كتب الحركيين المشبوهين،والمفكرين الإسلاميين زعموا.
وأنتم يا حملة الأقلام ورجال الإعلام إن أمة محمد صلى الله عليه وسلم تنتظر منكم الكلمة الصادقة المنصفة وتحري الحق والعدل والتثبت في الأمور، إن الذي يقرأ لكم ويسمع هي أمة محمد صلى الله عليه وسلم فالله الله في هذه الأمة لا يؤتين الإسلام من قبلكم، الله الله في نصرة دينه عز وجل والذب عنه ورد أباطيل وأكاذيب المرجفين الذين يبغون تشويه صورة الإسلام وأهله، تفكروا فيما تطرحونه وفيمن تقابلون وتذكروا دائماً قول النبي صلى الله عليه وسلم (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت) وأبشروا بقوله صلى الله عليه وسلم (من دل على خير فله مثل أجر فاعله) جعلنا الله وإياكم مفاتيح للخير مغاليق للشر دعاة للهدى.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين اللهم احفظ هذا البلد وأهله وسائر بلاد المسلمين اللهم آمنا في دورنا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا واجعل ولايتنا في من خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين اللهم لا تشمت بأهل الإسلام عدواً ولا حاسداً اللهم اجمع قلوبنا على التوحيد والسنة اللهم من أراد إغواء شباب أهل الإسلام بفتنة أو بعثية أو حزبية أو غير ذلك اللهم فأهلكه اللهم فأهلكه، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. (21)
(1) خطبة الجمعة في يوم 18 /1/1424هـ، بجامع خالد بن الوليد بالرياض، مع زيادات يسيرة. (2 ) رواه مسلم (1844) في الإمارة باب (بيعة الخلفاء الأول فالأول) وأبو داود (4248) والنسائي (7/153). ( 3) رواه البخاري في الإيمان باب (من الدين الفرار من الفتن). (4 ) رواه البخاري (11/30) في الفتن باب (كيف الأمر إذا لم تكن جماعة) ومسلم (1847) في الإمارة باب (وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن. وأبو داود (4244) (5 ) رواه مسلم (2948). ( 6) رواه مسلم (118) والترمذي (2196) (7 ) راجع كتاب (أهل الحديث هم الطائفة المنصورة الناجية :حوار مع سلمان العودة)للشيخ ربيع المدخلي حفظه الله. ( 8) رواه مسلم(1/18 بشرح الأبي). (9 ) ومن غرائب بعض القصاص في زماننا، قوله لعوام المسلمين بأحد المساجد: عليكم أن تناصحوا العلماء!؟ .. اللهم لا شماتة! .. إذا كان العوام يناصحون العلماء فمن الذي سيناصح عوام المسلمين ويعلمهم أمور دينهم؟ ( 10) ينادي أصحاب التوقيعات الجماعية والبيانات الحماسية بالجهاد والتعبئة والإعداد.. الخ لكنهم وللأسف لا يبينون: خلف من نجاهد؟ ومن الذي له حق إعلان الجهاد؟! قلت : جاء في العقيدة الطحاوية ص381 "والحج والجهاد ماضيان مع أولي الأمر من المسلمين برهم وفاجرهم إلى قيام الساعة، لا يبطلهما شيء ولا ينقضهما". (11 ) وينادي أصحاب التوقيعات الجماعية والبيانات أيضاً، ينادون هذه الأيام بوحدة الصف وجمع الكلمة فنقول: حسن، ولكن على من؟.. إنهم لا يصرحون بذلك قلت: في حديث حذيفة رضي الله عنه : "تلزم جماعة المسلمين وإمامهم"’ ومن مصائب هؤلاء الحركين المفكرين الإسلامين-زعموا – مناداة أحدهم (من شباب الجزيرة!!)بوحدة الصف لا وحدة الرأي وهذه المقوله هي مقولة إمامه حسن البنا:نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه. (12) كجماعة الإخوان المسلمين والتبليغ وغيرهما. (13) فال المرشد الثالث للإخوان المسلمين عمر التلمساني :( فلا داعي إذاً للتشدد في النكير على من يعتقد كرامة الأولياء واللجوء إليهم في قبورهم الطاهرة والدعاء فيها عند الشدائد.) (شهيد المحراب عمر ابن الخطاب ص ( 14) قال حسن البنا في نصوص الصفات (حديث الثلاثاء ص436-437): "نحن لا نعرف هذه المعاني المقصودة، بل نفوض الأمر لله، فالتفويض في مثل هذه المواقف أسلم وأحكم وأعلم، فلا يكفر بعضنا بعضاً، ولا يطعن بعضنا في بعض لتتوحد كلمة المسلمين!" قال شيخ الإسلام ابن تيمية في التدمرية ص30: "إن قول أهل التفويض (كحسن البنا) الذين يزعمون أنهم متبعون للسنة والسلف من شر أقوال أهل البدع" وقال : "إن مذهب التفويض هو مذهب النفاة". ( 15) كقول سيد قطب في عثمان ثالث الخلفاء الراشدين رضي الله عنه :"ونحن نميل الى اعتبار خلافة علي رضي الله عنه امتداداً طبيعياً لخلافة الشيخين فبلة،وأن عهد عثمان كان فجوة بينهما "(العدالة الإجتماعية ص172)وقال أيضاً في عثمان المبشر بالجنه رضي الله عنه : ولقد كان من سوء الطالع أن تدرك الخلافة عثمان وهو شيخ كبير ضعفت عزيمته عن عزائم الأسلام.! قلت حكم شيخ الإسلام بن تيمية في العقيدة الواسطية على من تعدى على الخلفاء الأربعه بقوله ومن طعن في خلافة أحد من هؤلاء فهو أضل من حمار أهله.!؟ وقال سيد قطب في(كتب وشخصيات 242) في صاحبي رسول الله صلى الله عليه وسلم : معاوية وعمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: : وحين يركن معاوية وزميله (عمرو بن العاص) إلى الكذب والغش والخديعة والنفاق والرشوة وشراء الذمم لا يملك علي أن يتدلى إلى هذا الدرك الأسفل!". ( 16) قال القرضاوي في كتابه "أولويات الحركة الإسلامية ص110" شاهداً على شيخه سيد قطب بتكفير المسلمين قال: "في هذه المرحلة ظهرت كتب الشهيد! سيد قطب التي تمثل المرحلة الأخيرة من تفكيره والتي تنضح بتكفير المجتمع .. وتدعو إلى العزلة الشعورية عن المجتمع وقطع العلاقة مع الآخرين وإعلان الجهاد الهجومي على الناس كافة". (17 ) راجع كتاب " منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله فيه الحكمة والعقل" للشيخ ربيع المدخلي رئيس قسم السنة بالجامعة الإسلامية سابقاً. ( 18) رواه الإمام أحمد وابن ماجة من حديث ابن عمرو رضي الله تعالى عنهما وصححه العلامة الألباني في صحيح الجامع (7631). ( 19) ترتيب صحيح الجامع (2/13) وما بعده. ( 20) كجماعة التبليغ والإخوان المسلمين والتكفير والهجرة. (21) الخطبة تم تسجيلها لدى تسجيلات منهاج السنة بالرياض بعنوان(الضوابط الشرعية لموقف المسلم في الفتن)