مستقبل اللغة العربية

إخواني الكرام





يقولون :إن مستقبل اللغة العربية يتوقف على مستقبل قوة الابتكار وعلى الفكر المبدع الكائن  في مجموع الأمم التي تتكلم اللغة العربية ، فإن كان ذلك الفكر موجودا كان مستقبل اللغة عظيما كماضيها ، وإن كان غير موجود فمستقبلها سيكون كحاضر شقيقتها السريانية
وما هذه القوة التي ندعوها بقوة الابتكار؟
هي في الأمة عزم دافع إلى الأمام . هي في قلبها جوع وعطش وشوق إلى غير المعروف ، وفي روحها سلسلة أحلام تسعى إلى تحقيقها ليلا ونهارا ولكنها لا تحقق حلقة من أحد طرفيها إلا أضافت الحياة حلقة جديدة في الطرف الآخر.. ففي الجاهلية كان الشاعر يتأهب لأن العرب كانوا في حالة التأهب . وكان ينمو ويتمدد أيام المخضرمين لأن العرب كانوا في حالة النمو والتمدد . وكان يتشعب أيام المولدين لأن الأمة الإسلامية كانت في حالة التشعب . وظل الشاعر يتدرج ويتصاعد ويتلون فيظهر آنا كفيلسوف وآونة كطبيب وأخرى كفلكي حتى راود النعاس قوة الابتكار في اللغة العربية فنامت وبنومها تحول الشعراء إلى ناظمين والفلاسفة إلى كلاميين والأطباء إلى دجالين والفلكيون إلى منجمين.


إذا صح أن مستقبل اللغة العربية رهن قوة الابتكار في مجموع الأقطار التي تتكلمها فإن كان لتلك الأقطار ذات خاصة أو وحدة معنوية وكانت قوة الابتكار في تلك الذات قد استيقظت بعد نومها الطويل كان مستقبل اللغة العربية عظيما كماضيها وإلا فلا.


وما عسى أن يكون تأثير التمدن الأوربي والروح الغربية فيها؟
إنما التأثير شكل من الطعام تتناوله اللغة من خارجها فتمضغه وتبتلعه وتحول الصالح منه إلى كيانها الحي كما تحول الشجرة النور والهواء وعناصر التراب إلى أفنان فأوراق فأزهار فأثمار.
ولكن إذا كانت بدون أضراس تقضم و لا معدة تهضم فالطعام يذهب سدى بل ينقلب سما قاتلا.
وأما الروح الغربية فهي دور من أدوار الإنسان وفصل من فصول حياته وحياة الإنسان موكب هائل يسير دائما إلى الأمام .. فالأمم التي تسير في مقدمة هذا الموكب هي المبتكرة والمبتكر مؤثر ،و الأمم التي تمشي في مؤخرته هي المقلدة والمقلد يتأثر فلما كان العرب سابقين والغربيون لاحقين كان لمدنيتنا التأثير العظيم في لغاتهم، وها قد أصبحوا هم السابقين وأمسينا نحن اللاحقين فصارت مدنيتهم بحكم الطبع ذات تأثير عظيم في لغتنا وأفكارنا وأخلاقنا.
بيد أن الغربين كانوا في الماضي يتناولون ما نطبخه فيمضغونه ويبتلعونه محولين الصالح منه إلى كيانهم الغربي. أما العرب في الوقت الحاضر فيتناولون ما يطبخه الغربيون ويبتلعونه ولكن لا يتحول إلى كيانهم بل يحولهم إلى شبه غربيين وهي حالة أخشاها وأتبرم منها.
إن روح الغرب صديق وعدو لنا صديق إذا تمكنا منه ،وعدو إذا تمكن منا صديق إذا فتحنا له قلوبنا وعدوإذا وهبنا له قلوبنا . صديق إذا أخذنا منه ما يوافقنا ، وعدو إذا وضعنا نفوسنا في الحالة التي توافقه.
.
- فالأمم التي تسير في مقدمة هذا الموكب هي المبتكرة والمبتكر مؤثر ، والأمم التي تمشي في مؤخرته هي المقلدة والمقلد يتأثر فلما كان العرب سابقين والغربيون لاحقين كان لمدنيتنا التأثير العظيم في لغاتهم، وها قد أصبحوا هم السابقين وأمسينا نحن اللاحقين فصارت مدنيتهم بحكم الطبع ذات تأثير عظيم في لغتنا وأفكارنا وأخلاقنا.
بيد أن الغربين كانوا في الماضي يتناولون ما نطبخه فيمضغونه ويبتلعونه محولين الصالح منه إلى كيانهم الغربي. أما العرب في الوقت الحاضر فيتناولون ما يطبخه الغربيون ويبتلعونه ولكن لا يتحول إلى كيانهم بل يحولهم إلى شبه غربيين وهي حالة أخشاها وأتبرم منها.

إن روح الغرب صديق وعدو لنا ، صديق إذا تمكنا منه ، وعدو إذا تمكن منا . صديق إذا فتحنا له قلوبنا وعدو إذا وهبنا له قلوبنا . صديق إذا أخذنا منه ما يوافقنا ، وعدو إذا وضعنا نفوسنا في الحالة التي توافقه.




اسئلة للنقاش :

س1

رأيك بالموضوع ؟


س2

س-هل أنت موافق على أن اللغة مظهر من مظاهر الابتكار ؟وماذا يحدث إن توقفت قوة الابتكار ؟

س3

هل فعلا يمكن أن ننسى لغتنا وشخصيتنا ونصبح شبه غربيين ؟

س 4

ما هي الوسائل لإحياء اللغة العربية  في  رأيك ؟








هذا ما سنناقشة معكم وأترك الاجوبة بين أيديكم..

لنستمع إلى أراء بعضنا البعض لعلنا نوحد الجواب ؟

بارك الله فيك