هذه رسالة أرسلها... إلىكل من أحاط الملل في حياته، وسكن القلق عيشُه في صباحه ومسائه
أرسلها... إلى كلمن بارت عليه الحيل وضاقت به السبل
أرسلها ... إلى كل من فنيت آماله ، وأوصدتالأبواب في زمانه
أرسلها ... إلى كل من ضاقت عليه الأرض بما رحبت، وضاقت عليهنفسه بما حملت
أرسلها ... إلى كل من تربى في فكره الوساوس، وزاد في منسوب عيشِهالدسائس
أرسلها ... إلى كل من ذاق طعم الهم ، وتجرع كأس الغم
أرسلها ...إلى كل من اضطربت مشاعره ،واحترّت أعصابه
أرسلها ... إلى كل من تأخر عليه الفرج ، ويأس مِن من بيده مفاتيح الفرج
أرسلها ... إلى كل من لامه اللائـــــــمين ،وعذله العــــاذلين
أرسلها ... إلى كل عاطل عن العمل ، وذاق طعم الملل والكسل
أرسلها ... إلى كل من واجهته الصعاب، وترعرع في نفسه راسب الاكتئاب
أرسلها... إلى كل من خاف من المستقبل ، وانزعج من كابوس الماضي
أرسلها...إلى كل من أصيب بعاهة في جسده، وأصيب بالقرحة ومرض القلب
وكل مرض نغص عيشُه
أرسلها ... إلى كل من عانى وعانى من جفاء وقسوة ولده
أرسلها ... إلى كل منعانى وعانى من جفاء وقسوة والده
أرسلها ... إلى كل شاب صدره أضيق من سمِّالخياط
أرسلها ... إلى كل شاب تصرمت حياته بين كل ذنب وحرام ،
وفقد الأنسبالعليم العلام
أرسلها ... إلى كل شاب عاش بين صفحات الاكتئاب، وضاقــــــت
عليه الأحوال من كل باب
أرسلها ... إلى كل فتاة أحسَّت بالعنوسه، وفقدالزواج
أرسلها... إلى كل امرأة انهار زواجها ، وفقدت حلاوة العيش ونعيم الزواج
أرسلها ... إلى كل فتاة لم تنعم بالحياة ، ولم تتلذذ بطعم الإيمان
إليكمأيها المسلمون... إليكم هذه الرسالة طرزتها بالود والوفاء، جملتها بكل مايزيلالعناء بإذن العليم العلام ....
ياالله ... ياالله ... ياالله ...
ولقدذكرتك والخطوب كـــــــــــــــواحِلٌ *** ســودٌ ووجهُ الدهــــــــــــــــــرِأغــبرُ قــاتِمُ
فهتفت في الأســـــــــــحار باسمكِ صارخاً *** فإذا مُحياكُـــلَّ فَجــــــــــــــرٍ بَاسِــــــمُ
ياالله .. قلت وقولك الحق {قلالله ينجيكم منها ومن كل كرب}
ياالله .. قلت وقولك الحق {قل من ينجيكم من ظلماتالبر والبحر}
ياالله.. قلت وقولك الحق {أليس الله بكاف عبده}
مهما رسمنافي جلالك أحرُفاً ****قُدسيةً تشــــــــدو بها الأرواحُ
فلأنت أعظمُ والمعانيكلها *****يارب عندجلالكم تَنداحُ
أيها المهموم :
بقربي تعال .. وسبِّح ربكالمُتعال..
أيها المهموم :
... افهم ما أقول ، وترجم كل ما تقرأُعلى أرض واقعك ، وليكن لديك وعياً في هذه الحياة،ولا تُصيُّرُك التوافه إلى الحضيض،وحقق السعادة في دنياك و أخرتك .
أيها المهموم :
اصبر وما صبرك إلابالله ،
استقبل المكارة برحابة صدر ....
استقبل الهموم و الغموم بقوة وشجاعةتناطح السحاب ....
فهل أوجد العلماء
وهل أوجد الحكماء والأطباء
حلاًللأزمات والمصائب غير الصبر؟!
اصبر يا مهموم فالله تعالى يقول ** اصبروا و صابروا }
اصبر يا مهموم والله تعالى يقول {اصبر وما صبرك إلا بالله }
اصبر يا مهمومفحبيبك محمد صلى الله عليه وسلّم يقول ( إن الله إذا أحبَّ قوماً ابتلاهم )
اصبر مهما داهمتك الخطوب
اصبر مهما أظلمت أمامك الدروب
فإن مع العسريسر ...
وإن مع الكرب فرج ...
أيها المهموم :
من الذي يفزع إليهالمكروب
من الذي يستغيث به المنكوب
من الذي تصمد إليه الكائنات
إنهالله لا إلــــــــــه إلا هو
حقٌ علي وعليك أن ندعوه في الشِّدة والرخاء
حق علي وعليك أن ننطرح على عتبات بابه سائلين ... باكين ... ضارعين ... منيبينموقنين بقوله تعالى : {أمن يجيب المضطر إذا دعاه }
الله قريب
الله سميع
الله مجيب
يجيب المضطر إذا دعاه
يا مهموم
يا مهموم
يامهموم
يا مغموم ...
مد يديك ...
ارفع كفيك ...
أطلق لسانك ...
أكثر من طلبه ...
بالغ في سؤاله ...
ألِحّ عليه ...
ألزم بابه ...
انتظر لطفه ...
أيها المهموم :
إذا أصابك ما يُهِمُّك ...
ونزلتعليك النوازل ...
وأصابتك الملمات ...
وقهرك الرجال ...
وفشلت فيالأعمال ...
فلا تغضب ...
ولا تجزع ...
ولا تنهر أهلك ...
ولاتشتكي على أحد ...
ولا تجعل شدّة المصيبة على أبيك أو على ولدك أو على أخيك أوعلى سيارتك
ولكن قل
الحمد لله ...
قل
الشكر لله ...
قل
قدر الله وما شاء فعل ...
(ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم ، إلافي كتابٍ من قبل أن نبرأها )
وقال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم :
(عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير إن أصابتها سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابتهضراء صبر فكان خيرا له)
إذن :
استسلم للقدر ...
لا تتسخط ...
لا تتذمر ...
اعترف بالقضاء والقدر ...
وليهدأ بالك ...
ولا تقل لوأني فعلت كذا لكان كذاو كذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل ...
أيها المهموم :
قد يكون همك بسب فراغك القاتل أو العطالة عن العمل ...
ولكن ...
تذكر نعمة الله عليك
يكفيك أنك مسلم ...
يكفيك انك مؤمن ...
يكفيكأنك تصلي ...
يكفيك أن حواسك غير معطّلة ...
يكفيك الأمن والأمان ...
يكفيك أنك قادر على العمل وإن لم تتيسر لك ظروف العمل ...
يكفيك انك في صحةوعافية دائمة ....
فانظر لمن ملك الدنيا بأجمــعها *** هل راح منها بغيرالقطن والكفن
سوف أدلك على واسطة تحقق لك كل ما تريد ...
ولكن إذا نويت الدخول عليه فتهيأ تهيأًً كاملا والتزم بالشروط التي يجبإحضارها إليه من أجل أن يقبل ما عندك
ثم بعد ذلك
أدخل عليه
فهويفتح أبوابه لك كل ليل لكي يقبل طلبات المحتاجين ....
ثم أرسل له برقيةمباشرة بينك وبينه حتى تخرج من عنده بثقة كاملة في الحصول على المطلوب وصد قني أنهذا الواسطة سوف تحقق لك من طلبك إحدى ثلاث أشياء ....
من هو هذا الواسطةلكي نذهب إليه هذه الليلة
إنه ملك الملوك ....
إنه رب الوزراء ....
إنهإله الرؤساء ....
إنه الله ...
إنه الله ...
إنه الله الذي أمرهبين الكاف والنون ....
{إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون}
فاستعد قبل الدخول عليه سبحانه عز وجل ...
فرغ قلبك من الشهوات ...
والتزم بشروط إجابة الدعاء ...
فإن الله لا يقبل من قلبٍ غافلٍ لاه ...
حقق شرط أكل وشرب الحلال ...
فأنى يستجاب لآكل الحرام
بعد ذلك أدخلعيه لوحدك في ظلمة الليل ...
أدخل عليه في ذلك الوقت الذي ينام فيه أهل الوساطةالذين نتعلق بهم ...
ولكن ...
ما نام الذي ما تنام عينه ...
ما نامالحي القيوم ...
يقول للعباد ...
يقول للشباب ...
يقول للعاطلين ...
هل من سائلٍ فأعطيه ...
...هل من داعٍ فأستجيب له ....
هل منمستغفر فأغفر له ...
نعم أليس الله سبحانه فرج الكرب عن أيوب ...
أليس اللهسبحانه ألان الحديد لداود ...
أليس الله سبحانه فلق البحر لموسى ...
أليسالله سبحانه جعل النار بردا وسلاما على إبراهيم ...
أليس الله سبحانه شق القمرلمحمد ...
لا إله إلا الله
سافر الناس يتوسطون بالناس ونسو رب الناس ...
لا إله إلا اله
في هذا الوقت قدم ما لديك على ربك ...
ادعربك ...
ناده ...
اسأله ...
استغفر منه ...
استغفر منه ...
استغفر منه ...
ثم إذا فرغت من دعائك له ،فإنك سوف تفوز بإحدى ثلاثأشياء
إما أن يحقق لك طلبك ...
وإما أن يدِّخره لك يوم القيامة بشيءأفضل بكثير مما تطلبه في هذه الدنيا ...
وإما أن يدفع الله بهذا الدعاء بلاءًينزل ُ عليك من السماء ....
إذا اشتملت على اليأس القلوب *** وضاق بهاالصــــدر الرحيب
وأوطنت المكاره واطمــــأنـــت *** وأرست في أماكـــنــهاالخطـــوب
ولم تر لانكشاف الضر نفعا *** وما أجدى بحيلته الأريـــــــب
أتاك على قنوط منــــك غوثٌ *** يمُنُّ بها اللطيف المستجـــيب
وكلالحادثات وإن تنــــاهت *** فموصــــول بها فرج قريب
أيها المهموم :
إذا ضاق صدرك ...
وصعب أمرك ...
وكثر مكرك ...
وأظلمت في وجهكالأيام ...
فعليك بالصلاة ....
عليك بالصلاة ....
عليك بالصلاة ....
{يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة }
سبحان اللهالصلاة هي مستشفى تداوى البشر من السقم وتشرح الصدر من الهم والغم
،فكان الرسولفي المهمات العظيمة يشرح صدره بالصلاة ،
وكان العظماء يحاطون بالنكبات ،فيفزعونإلى الصلاة ، فيفرج الله عنهم .
أيها المهموم:
اعلم ...
ثم اعلم ...
ثم اعلم ...
أن قلة التوفيق ...
وفساد الرأي ...
وخفاء الحق ...
وفساد القلب ...
وإضاعة الوقت ...
والوحشة بين العبد وبين ربه ...
ومنع إجابة الدعاء ....
وقسوة القلب ...
ومحق البركة في الرزق ...
وحرمان العلم ...
ولباس الذل ...
وضيق الصدر ...
وطول الهم ...
والابتلاء بقرناء السوء ...
إنما تنشأ وتتولد
.... ... من المعصيةوالغفلة عن ذكر الله .... ...
فالله الله في ترك الذنوب ....
فاللهالله في ترك الذنوب ....
الله الله في ترك الذنوب ....
كلنا نعرف الحلال والحرام ...
ولكن السعيد
من فعل الحلال وترك الحرام
والشقي منا
منفعل الحرام وترك الحلال
فتب إلى الله وارجع إليه واسمع الآيات التي تقويرجائك،وتشد عضدك ، وتزرع في النفس التفاؤل وعدم القنوط ...
قال الله {قل يا عباديالذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هوالغفور الرحيم }
وقال الله {والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا اللهفاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون}
وقال الله {ومن يعمل سوءاً أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفوراً رحيما}
أيها المهموم :
إن سِرَّ أسباب راحة البال ...
وهدوء الجنان ...
هو الاستغفار ...
يقول ابن تيميه :
إن المسألة لتغلق علي ،فأستغفرالله ألف مره ، أكثر أو أقل فيفتحها الله علي .
قال ربي جل في علاه:{ولو أنهمإذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيم }
أيها المهموم :
أبشر باللطف الخفي ...
أبشر بالأمل المشرق ...
أبشر بالمستقبل الحافل ...
فقد آن أن تداوي شكك باليقين ...
قد آن أنتقشع عنك غياهب الظلام بفجر صادق ...
آن أن تقشع مرارة الأسى بحلاوة الرضا ...
أبشر أيها المهموم ... بصبح يملؤك نورا ...
أيها المهموم ...اطمئن فإنكتتعامل مع اللطيف بالعباد والرحيم بالخلق
.
أيها المهموم ... اطمئن فإنالعواقب حسنه ،والنتائج مريحة ، والخاتمة كريمة
لمعت نـــــارهم وقدعســــعـــس الليـــ ــــل ومل الحادي وحــار الدلـيــل
فتـــأملتـــهاوفكــــري مــــن البـــيــ ــــن عليـــل وطــــرف عيـــني كليـل
وفــــؤاديذاكــــ الفــــؤاد المعـــنى وغـــرامي ذاكـــ الغــرام الدخيل
وســألـــنا عنالوكــــيل الــمـــرجى للـــملمات هــــــل إلــــيه ســــبيل
فوجــدناهصاحـــب المــلك طــــرا أكـــرم المجــــزلين فرد جليـــل
أيها المهموم:
هدئ أعصابك بالإنصات إلى كتاب ربك ، أنصت إلى تلاوة ممتعه حسنه مؤثرة منكتاب الله تسمعها من قارئ جيد حسن الصوت ، أو اقرأ كتاب الله العظيم الذي هجره بعضالناس ، اقرأ هذا الكتاب ، وتدبره ورتله ، فإن ذلك يفضي على نفسكَ
السكينة
والراحة
والطمأنينة
قال تعالى: (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكرالله ألا بذكر الله تطمئنُ القلوب)
هذه رسالتي باختصار
أرجو أنيقد عالجت بهذه الرسالة ولو بشيء بسيط من همك ....
يا من هو عالم بالسرائر ...
يا من هو مطلع على مكنونة الضمائر ...
فرَّج همَ المهمومين من المسلمين ...
وفرج كرب المكروبين ....
إنك على كل شيء قدير ....